صدق الله تعالى إذ يقول
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا. ( المائدة، الآية: 32 )
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ. ( الأنعام، الآية: 151)
وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يأُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. ( البقرة، الآية: 179)
لماذا هذا المقال فى ذلك التوقيت
أعتقد أنه ليس من الحكمة أن نتحدث ونجادل فى قضاء الله وقدره .. وليس من المقبول أن نناقش أمر حسمته العدالة وأصدرت فيه القرار الفصل بميزان الحق والعدل.
وانى لما عزمت لكى أكتب عن موضوع كهذا ، كنت على ثقة منقطعة النظير من رجاحة عقل جمهور القراء ، وسعة صدورهم.
فمن فينا أعزائى ، إختلف يوما على وجود الشمس ؟؟ او إلتبس عليه أنها هى الشمس عندما يراها ؟؟ هل سمعنا بهذا على مر العصور ؟
هكذا الحال عندما عزمت أن أكتب عن موضوعنا اليوم ...أعلم تماما كما الجميع يعلم أن حكم الله والعداله لا إختلاف عليها ، كما لا إختلاف على الشمس انها الشمس.
إذا ما الأمر ؟؟ وما الهدف ؟؟
الأمر جلل .. ويستحق منا التوقف عنده بحزم وعزم ، لحماية أجيال من مستقبل مظلم ، فقد إنفرط العقد .. وعند انفراط العقد تضيع حبّاته وتخر تباعا وتتساقط بسرعة وتذهب قيمته وجماله.
فلا نخدع انفسنا بأن ما حدث لن يتكرر ، للأسف سوف يتكرر .. لو لم ننتبه بسرعة ونتكاتف على كل المستويات ، الفرد والمجتمع والقيادات والمنظمات ..
والهدف ان نعى تماما أن جميعنا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
فأجيال المستقبل هم أبنائى وأبنائك .. وهم أباء وأمهات لأجيال وأجيال قادمة .. وهم حماة الأوطان وبناة الحضارات ووقود التقدم والإزدهار ، فهل أدركنا ذلك ؟ وماذا أعددنا له عندما ادركناه ؟
من القاتل ؟
قال سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ التحريم، الآية: 6
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ الأنفال، الآية 27، 28
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد وعنفه على عقوقه لأبيه وأنبه على تمرده عليه ونسيانه لحقوقه فقال الولد: يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على ابيه؟ قال: بلى، قال: فما هي يا امير المؤمنين؟ قال عمر: ان ينتقي امه، ويحسن اسمه.. ويعلمه الكتاب - القرآن -، قال الولد: يا امير المؤمنين، ان ابي لم يفعل شيئا من ذلك، اما امي فانها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني: جُعَلا (خنفساء) ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا..! فالتفت عمر الى الاب وقال له: جئت اليَّ تشكو عقوق ابنك وقد عققته قبل ان يعقك، وأسأت اليه قبل ان يُسيء اليك..؟! قم عني.
ولو ربطنا الأحداث وركزنا فى كلام سيدنا عمر بن الخطاب ، لتوقعنا أن ذلك الإبن العاق لأبيه .. هو ذلك الشخص، الذى إذا خرج للمجتمع يتنمر على صديق ويهين آخر.. وينشر البغضاء والكراهية بين محيطه ... فهو لا يعرف قيم سويه ولا مبادئ تمنعه ، وربما لا يعرف للنور طريق، فهو كنافخ الكير ، ضار فى كل حالاته ، حتى أن يرده الله للصواب ان أراد. فهو يظلم نفسه قبل أن يظلم مجتمعه
وعلى نفس القياس، تخرج البنت للمجتمع بأخلاق غير الأخلاق .. تستحل بكل راحة ضمير أن تستنزف هذا وتستغل ذاك .. حتى يصل الأمر بها احيانا انها تظلم نفسها فى المقام الاول ، وذلك حين تنصب شباكها حول من أوهمته بحبها الزائف لمصلحة تراها او لتخرج نفسها من تلك البيئة المفككه التى تحدث عنها سيدنا عمر .. بيئة العقوق واللامسئوليه .. فينتهى بها الأمر لتدمير مجتمع بأكمله وتشرد أطفال وتسلب حقوق الغير بظلم وبغى .. كما هو منتشر الآن .. وحدث ولا حرج..
اتدرك الأن يا عزيزى.... ان ليس كل القتل بالسكين ..... !!!
يروي لنا التاريخ أن
الصليبيين بعثوا بأحد جواسيسهم إلى أرض الأندلس المسلمة، وبينما الجاسوس يتجول في
أراضي المسلمين إذا به يرى غلاما يبكي وأخر بجواره يطيب من خاطره، فسأله الجاسوس: ما
الذي يبكي صاحبك؟ فقال الشاب: يبكي لأنه كان يصيب عشرة أسهم من عشرة في الرمي،
لكنه اليوم أصاب تسعة من عشرة. فأرسل الجاسوس إلى الصليبيين يخبرهم: (( لن
تستطيعوا هزيمة هؤلاء القوم فلا تغزوهم )).
ومرت الأعوام وتغيرت الأحوال
وتبدلت معها الهمم والهموم، وجاء الجاسوس الصليبي إلى أرض المسلمين مرة أخرى، فرأى
شابين أحدهما يبكي والآخر يطيب خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فأجابه:
إنه يبكي لأن فتاته التي يحبها قد هجرته إلى غيره. فأرسل الجاسوس إلى قومه:
((( أن اغزوهم الآن فإنهم
مهزومون )))
إعلم عزيزى الأب وعزيزتى الأم أنها سلسلة مترابطه تبدأ من الأسرة الصغيرة ...
بالله عليك فهل تعتقد انه مازالت هناك أسرة تربى ومدركة لتلك الأمانه التى حملتها على عاتقها .. هل هناك أم وأب فطن لقول النبى (ص) حين قال (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) .. هل مازالت هناك الأم التى هى عمود البيت وأساسه وتخرج اجيال تتشرف بها المجتمهات وتبنى الحضارات هل ربينا اولادنا على الأخلاق ؟ وتحملنا الامانة بحقها ؟
تقول بعض الحكم المأثورة:-
* مهما يفعل الأب؛ فإنّه لا يستطيع أن يجعل ابنه رجلاً، إذ يجب على الأم أن تأخذ نصيبها من ذلك.
* من لا يستطيع أن يقوم بواجب الأبوة، لا يحق له أن يتزوج وينجب أبناء.
* ليس هناك مكان ينام فيه الطفل بأمان مثل غرفة أبيه.
* أب واحد خير من عشرة مربين.
* إذا كان رب البيت بالطبل ضاربًا.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.
* نعرف قيمة الملح عندما نفقده، وقيمة الأب عندما يموت
ورغم تقصير الأسره فى القيام بدور الرعايه الحقيقية والتربيه الصحيحة .. تجدنا نترك حقيقة اننا مقصرون ونظل نهجو لنرضى انفسنا ونقول
فيا عجبًا لمن ربيت طفلًا.. ألقّمه بأطراف البنان.. أعلّمه الرماية كلّ يومٍ.. فلما اشتدّ ساعده رماني.. أعلّمه الفتوة كل وقتٍ.. فلما طرّ شاربه جفاني.. وكم علّمته نظم القوافي.. فلما قال قافيةً هجاني.
هل القاتل متنكر ؟
يتنكر البعض احيانا فى ثياب الفضيله فيعطي السم فى العسل ..... ... تابع المقال القادم
يسعدنى متابعتكم وتعليقاتكم
تعليقات
إرسال تعليق