القائمة الرئيسية

الصفحات

يا لها من انثى ذكية ... فقادها ذكائها ....تجميع المقاطع من رقم (1- 6)

        

يا لها من انثى ذكية ... فقادها ذكائها 

يا لها من انثى ذكية ... فقادها ذكائها ....... مقطع رقم (4)


يا لها من انثى ذكية ... فقادها ذكائها 

مقطع (1)

نشَأَتْ على حب الموسيقى الهادئة كهدوء ملامحها الجذابه.

تنظر من شرفتها كل صباح لتبتهج وتتفتح كل ما تقع عيناها عليه فى بستانها المحيط بشرفتها.

من هناك؟ .. انها صديقتها رقيقة المشاعر تعانق الصباح من شرفه على مد البصر .. فتلوح لها بسعاده وحب لتسعد ذرات الهواء بنعومة ملمس يديها.

فيروز !! فيروزات الصباح ، انها عشقها فى كل صباح.

حليم وزمن الفن الجميل مصدر الهام لخيال خصب .. نقاء الداخل يجعلها فى زمن مختلف عن محيطه.

مقطع (2)

نقاء الداخل يجعلها فى زمن مختلف عن محيطه،

ذات صباح مشرق وجميل إذ تتفتح عيناها فى حجرتها لتجدها غير حجرتها التى تعرفها.

تدقق بعيناها الساحرتين فى كل أنحاء وجوانب الحجرة .... لتتأكد أنها حجرتها بالفعل، وقد إمتلأت وتزينت بالهدايا والورود.

حقا ماذا يحدث؟ فقامت تخطو خطوات رشيقة نحو النافذة، فإذا ببستانها الجميل وقد أحاطته الزينه بكل جوانبه وكأنه يستعد للإستقبال أجمل إحتفال.

فأدركت فى برهه خاطفة!! وهى تحدث نفسها .... أوما!! افكر!! فيه!! حقا!!! وتضاربت أفكار كثيرة من قريب وبعيد، حتى أنَّ دقات ودندنة على باب حجرتها جعلتها تسرع نحو الباب فى فضول.

بحب وشغف !!! بابى ... مامى ... وأرتمت فى أحضانهما وكادت أن تدرك أن ما تفكر فيه هو حقا قد حدث، إذ وجدت والديها بذراعين مفتوحين يزفون إليها بشرى التفوق تحت أنغام رقيقة لموسيقى كانت تعشقها.

مقطع (3)

تحت أنغام رقيقة لموسيقى كانت تعشقها زُفَ إليها خبر تفوقها،

إنها مرتبة الشرف، التى طالما كانت تأخذها دوما فى عيون من حولها على أناقتها، ورقتها، وإختيار الوانها، ولباقة كلماتها، ورشاقة خطواتها.

ولكن اليوم هو اليوم الذى تُسجلْ فيه مرتبة الشرف على صفحات من ذهب فى سجل تفقوها الدراسى، وعلى جدران وأروقة الجامعة.

لم يسعها المكان من فرحتها .. فأنطلقت من بين ذراعى والديها، لتجول برقصات الباليه التى كانت تجيده كل أرجاء المكان.

وانطلقت بخطواتها الرشيقة إلى بستانها، وكانت دقات قلبها تنبض فرحا وشوقا لتلتقى الزهور بكل أنحاء حديقتها الجميلة.

تفتحت الزهور وتمايلت عليها وكأنها تشاركها الإحتفال والفرحه.

يا لها من حفلة تشهدها الحديقة هذا المساء، وقد دعا والدها ذو المنصب المرموق جميع الأصدقاء والأقارب.

وبدأت الحفلة بعد دقات الساعة الثامنة مساءا.

كان الإستقبال للإحتفال على أعلى درجات التنظيم والجمال.

يالفرحتها وسط صديقاتها، ويال إنطلاقتها وهى تستقبل ضيوف الحفل، ورقة وجمال مظهرها الذى يدعمه ثقة وشموخ وتواضع جميل.

مقطع (4)

رقة وجمال مظهرها وهى تستقبل الضيوف، يترجم مقدار المشاعر الراقيه والجميلة التى تكمن بداخلها.

كان يشعر كل شخص فى الحفل انها ترحب به بشكل خاص، فن تقديم الشكر وفن التواصل هو فن كانت تجيده.

وفى أثناء مراسم الحفل .. وتألق المطربين .. والتناغم والحب السائد بين الحضور والمدعويين .......

ومن خارج أسوار الإحتفال،

 يكاد يظهر وجه جديد، .. كانت تسير وحدها قادمة من بعيد وكانت ترتدى بنطال ضيق لونه كلون الليل وبلوزة تنسدل فوق صدرها فى إهمال كأنها إرتدتها بلا قصد ... ارتدتها لأنها نسيت ألا ترتديها .. وعلى بعد بضع خطوات من الإحتفال، التفتت "روبى" .. والتقطت بأعينها فى برهة بعض مظاهر الإحتفال داخل الحديقة ..

وبخطوات سريعة وقصيرة توجهت نحو الباب لتشهد ما هناك، واااااو ... إنه إحتفال جميل، يبدوا انه رائع!!!! ثم تقدمت 

ثم توقفت فجأه وتراجعت قليلا، كان يبدوا عليها الملل، ثم بخطوات بطيئة قررت أن تدخل الإحتفال وهى تحدث نفسها قائلة، "وفيها ايه يعنى ... حتى لو مكنتش معزومة على الإحتفال ... فأكيد بينا ذكريات وأيام كانت جميله حتى لو عدى عليها الزمن"

دخلت فى ترقب، بإبتسامه خفيفة فوق شفتاها المنفرجتان نصف إنفراجة، وعيناها المشروطتان مفتوحتان نصف فتحه، كأنها لا تجد حولها ما يستحق أن تنظر إليه بكل عينيها .. تقدمت .. ومع خطواتها القصيرة وشعرها الأسود يهتز فى رفق كأنه يتثاءب فوق رأسها.

كانت ملوله يكاد يختفها الملل وشغوفة فى نفس الوقت لرؤية صديقتها التى حالت بينهما ربما الأيام، وإختلاف الإهتمامات ان يلتقوا.

إنها تعلم أنها جميلة، ربما شعورها بالملل كان من جمالها،  والملل من سنوات عمرها العشرين الماضية، وهى تعلم أن العيون تلاحقها فى سيرها، والرقاب تكاد تنخلع وهى تلتفت إليها .. ولكنها ملت هذه العيون، وملت هذه الرقاب.

إن مظاهر الإعجاب بها أصبحت كوجبة طعام من لون واحد تقدم لها طوال اليوم .. إفطار .. وغداء .. وعشاء. وكلها مظاهر واحدة لها طعم واحد .. وقد ملت طعمها .. إنها تريد شيئا جديداً فى حياتها .. شئ ينبعث منها هى لا من الناس .. شئ يملأ صدرها، ويملأ عقلها، ويملأ يومها.

تتقدم داخل الحديقة وهى تشهد مظاهر الإحتفال وتمشى ببطء، وتسترجع ذكريات لأيام تستحضرها نغمات الموسيقى فى وجدانها.

وفجأه وكأنها ضغطت على فرملة فى ساقها .. إسوقفتها رؤيتها لصديقتها "سوزى" ولم تكن تعرف بعد أنه إحتفال تفوق "سوزى".

وبصوت يملئة الحنين ..... (سووووووزى).... وفى المقابل وفى مفاجأه وإندهاش إنطلقت نحوها "سوزى" وبصوت رقيق وناعم  ... " روووووبى " ..... وظل العناق بينهما لبضع دقائق.

تكاد لحظات المفاجأه والحنين تتفجر فى عينيهما.

مقطع (5)

تكاد لحظات المفاجأة والحنين تتفجر فى عينيهما.

وأنطلقت "سوزى" وهى تحتضن يد "روبى" فى دفىء مشاعر ورقة إحساس ينبع من براءة ونقاء الداخل.

وأنطلقت بها تشق الصفوف بين الضيوف لتمنحها إحساس الترحيب المميز، حتى شعرت "روبى" انها هى صاحبة الحفل.

وكعادة "روبى" انها تستطيع أن تكون نجمة فى أى مكان او سهرة تكون فيها، ففى خلال الدقائق الأولى من وجودها وسط الضيوف، فقد لفتت أنظار ربما جل الموجودين بحديقة الحفل، وبنظراتها الخاصة تكاد تكون قد تعرفت عليهم.

تحمست "روبى" إهداء صديقتها هدية الحفل والتفوق قبل أن ينتهى الإحتفال،

فقررت أن تدعوها لحفلات الصيف الجميلة التى تعشقها بمذاقها الخاص بمنتجع الجونة الساحر.

فلفت يدها على خصرها .. وقالت لها "انا راحة الاسبوع الجاى الجونة يومين أفصل فيهم وهتيجى معايا يا سوزى" انا عزماكى. 

قالت لها "سوزى"  "الجونة"!!!! لوحدنا !!! بابى ومامى استحالة يوافقوا اسافر لوحدى.

ردت "روبى" انا هقنع طنط واكيد هتوافق... وارادت "روبى" ان تشعل حماس صديقتها .. قبل ان تغادر بالإنصراف.

فاستعرضت معها صور للمنتجع والحفلات وهى وسط الشلة بالهوت شورت الجينز، وصورها على الشاطىء بالبيكينى الذى صُمِمَ خصيصا لكى لا يمنع الشمس لتمنح جميع جسدها باللون البرونزى اللامع الجذاب.

"سوزى" تتخيل لحظة رؤيتها لمظاهر الجمال فى الصور تخيلت نفسها بين أحضان الطبيعة الخلابة بالمنتجع وهى ترقص رقصات الباليه على الموسيقى التى تعشقها، ولكن سرعان ما انتبهت .. لالا يا "روبى" انا متأكده ان مامى مش هتوافق.

للمرة الثانية تتردد كلمة (مامى مش هتوافق) على مسامع "روبى" فكتمت روبى أنفاسها قليها وكأنها تخفى مشاعرها

وهى تحدث نفسها فى حزن داخلى.. وتتمنى ان لو كان لها الأم التى تمنعها من ممارسة بعض حريتها التى ليست لها قيود.

واستدركت سريعا ... والتفتت الى "سوزى" هعدى عليكى كمان يومين وهكلم طنط ... بااى بااى يا روحى .... سى يو.

توَّجَ والد "سوزى" إبنته الرقيقة بتاج ملكى رقيق فى وسط تصفيق الحضور.

ويرى الحضور "سوزى" ودمعات رقيقة تنزل من عينيها .. دموع الفرح والسعادة .. فيشتعل ويرتفع التصفيق .. وتنبض معه القلوب لمشاركتها لحظات السعادة .. يالها من لحظات فريدة التى هى تتذوق فيها طعم النجاح.

وهناك ذكريات كانت تستحضرها والدتها الحنونه وهى تقف بجانبها، تستعد لضم إبنتها الجميله بين زراعيها، فى أحضان الأمومة و الحنان .. تسترجع رحلة كفاح طويله مُشَرِفة.

مقطع (6)

أَبْصَرَتْ ظِله فى ظلمة الليل، كان جالسا مع ضوء القمر وأمواج البحر تتخلل أصابع قدميه، وقد دفن رأسه بين كفيه.

فمسحت على رأسه مساً خفيفا برقتها التى تفيض حنانا، فرفع نظره إليها،.... لكن لم يُحرك مرآها منه ساكنا.... وعاد بنظره منحنيها قليلا لأسفل وقد عقد بكلتا يديه أسفل ذقنه ينظر لذرات الرمال بين قدميه وكأنه يتفحصها فى صمت وسكون.

فى ماذا يُفكر يا تُرى .. !!  تُرى هل أستنفذ كل محاولاته للوصول إليها ؟؟ أم أنه يسترجع أحداث ست شهور مضت على أول سطوع شمس "سوزى" فى حياته.. ؟؟

لعله كان يفكر فى أول سهم إنطلق ليصيب قلبه فى حفل الخطوبة الذى كان لبنت خالتها،

 ربما أنه يسأل حاله عن الحب من أول  نظره ... فالكثير لا يكترث لهذ النوع من الحب ولا يعترف به،

كما هو الحال بالنسبة لـ "سوزى" فربما كانت تطالع هذا النوع من الحب (الحب من النظرة الاولى) فى القصص والروايات فقط.

فربما أحبته "سوزى" ايضا من أول نظره... وكأن سهما نفذ ليسكن قلبها، ولكنها تركته يبذل مجهودا جبارا ليقنعها به.

فكانت لا تبدأ بفتح أى باب حتى يفتحه هو.. حتى مجرد  مكالمة فى هاتفها الخاص فهى لم تتصل به فهو الذى يبدأ.. بل وكانت تتركه أحيانا يعانى حتى يصل إليها.

فكم عانى من صوت أبيها و أمها كثيرا.. عندما كانت تتعمد ترك هاتفها خارج حجرتها ويظل الهاتف مستمرا فى مناداتها .. فهى لم تكد  تعرف حتى الآن أهو مجرد  إستلطاف ام هو الحب...؟

فكانت تحادثه بتحفظ شديد حتى يشعر بالخجل من نفسه.، وكان ذلك يثير شغفه أكثر فكان يترقب أى مناسبة ليلتقى بها...

أو يختلق ظروف ليكتشف هذا الملاك الفريد.. فهو لم يتعود على هذا النوع من المعاملة.  ربما لم يلتقي به من قبل.

وهى كانت تتمتع بروعة عجيبه فى توازنها.. هى لم تشبه بنات سنها، فكانت لا تبدوا باردة معه أو غير مهتمه به بل كانت تشعره بإهتمامها فكانت تعطيه مالا تعطيه لغيره من إهتمام لدرجة كانت تثير تساؤل الحضور بأى مناسبة تجمعهما، وكانت تتحدث إليه كثيرا لأنها كانت تريد أن تعرف عنه الكثير والكثير.

وأستمر هذا الشغف لعدة أشهر.. ولكن رغم ذلك فهى كانت لا تعرفه على حقيقته.. فربما ظنت أن حبه لها، يجب أن يدفعه ليطلبها للزواج.

ولكن كان لا يفكر فيه إطلاقا أو حتى يقترب من الحديث عن الزواج.

سألت نفسها كثيرا، لماذا؟؟ وهل هى حقا فتاة أحلامه، هل ما بدا منه من لهفة وشوق لأنه يحبها..؟ 

ولماذا لم يأخذ الأمر على محمل الجد، هل ما تشعر به هى مشاعر الحب ام هو مجرد إستلطاف..

كانت دائما أقوى من اى بكاء أو استسلام....هى دائما تثق فى احساسها ولكن هناك ثَمَ أمر يحب أن تفهمه.

كان يراودها التفكير كثيرا... هل هو غرور..؟؟ منه ؟؟ ويريد إثبات انه أقوى من اى  جواز..؟؟ هل يعتقد أن حب الفتيات له يجب أن يكون لوجه الله...؟؟

كانت احيانها تضعف بالبكاء حين تخلوا بنفسها .... رغم ثقتها وما تحتفظ به لنفسها من تقدير ذاتى عظيم.

استلقت "سوزى" على مقربة منه .. تنظر فى السماء وكأنها تغازل القمر، وقد وضعت كلتا يديها خلف رأسها فى إسترخاء تام وسط سحر الطبيعه فى أحضان الليل.  

كان فى نفس التوقيت وسط أضواء حمراء صاخبه فى صيف جميل مبدع تعودت فيه "روبى" على قضاء أجمل اوقاتها فى حفل راقص يمتد لصباح اليوم التالى بين اصحابها والشلة فى منتج الجونه.

كانت تبدو "روبى" فى تلك الليله غير كل ليله.

لينك المقطع الأول

لينك المقطع السابق

انتظرونى فى مقطع (7)

إعداد وتأليف / محمد علام

هل اعجبك الموضوع :
author-img
مجلة ثقافية اجتماعية فنية (مستقلة)

تعليقات

التنقل السريع